العقود الآجلة للعملات هي عقود متداولة في البورصة تعمل على تسهيل شراء أو بيع مبلغ محدد من عملة معينة بسعر محدد مسبقًا وتاريخ مستقبلي. وفي حين ينطوي تداول الفوركس في السوق الفوري على تبادل العملات على الفور بسعر السوق السائد، والمعروف باسم السعر الفوري.
تتضمن كلتا الطريقتين تداول العملات، لكن الاختلافات بينهما يكون في طريقة التنفيذ والتنظيم.
تسلط هذه المقالة الضوء على العقود الآجلة للعملات وتوضح ما طبيعتها وكيف تكون بديلاً عن تداول الفوركس الفوري.
ميزات العقود الآجلة للعملات
تتميز العقود الآجلة للعملات ببعض الخصائص التي تجعلها خيارًا جيدًا للمستثمرين والمتداولين، مثل:
- عقود موحدة: تتواجد العقود الآجلة للعملات في شكل عقود موحدة، ويكون كل عقد محددًا بمبلغ ثابت من العملة.
- تاريخ انتهاء الصلاحية ثابت: لكل عقد آجل لأي عملة يوجد تاريخ انتهاء صلاحية يشير إلى موعد تسوية العقد.
- متداولة في بورصة منظمة: يتم تداول العقود الآجلة للعملات في بورصات منظمة تعمل كوسطاء.
- تسعير شفاف: توفر العقود الآجلة للعملات تسعيرًا في الوقت الفعلي مع وصول عام إلى أسعار العرض والطلب.
تاريخ العقود الآجلة للعملات
وفي حين كانت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى أوائل السبعينيات، تسير وفقًا لنظام بريتون وودز حسب معيار الذهب وتنطوي على أسعار صرف ثابتة بين الدول.
ومع ذلك، في أوائل السبعينيات، تم التخلي عن معيار الذهب.
كان لهذا التغيير آثار كبيرة. من ناحية، عمل النظام القديم على توفير الاستقرار مع قابلية التنبؤ بالأسعار. والانتقال إلى نظام حيث كلشي متعلق بالعملات يبدوا غامضًا سيكون سببًا واضحًا للقلق.
ثم بدأ ليو ميلاميد، رئيس بورصة شيكاغو التجارية، بالتفكير في إضافة العقود الآجلة للعملات إلى بورصة شيكاغو التجارية.
ومن الجدير بالذكر، أن العقود الآجلة للعملات تم تجربتها بالفعل في البورصة التجارية الدولية في نيويورك. لكن هذه المرة، كان السيناريو مختلفًا بسبب سقوط نظام بريتون وودز.
ومع ذلك، كان ميلاميد مقتنعًا بالغرض التأسيسي للعقود الآجلة (التحوط)، وكيف يمكن أن يكون قابلاً للتطبيق. حيث تنبأ “ميلاميد” بعالم يرغب الناس فيه بشكل متزايد باجراء التحوط ضد التحركات غير المواتية لعملات معينة. وأشار إلى أن هذا الطلب الجديد قد يكون مرتفعا، خاصة بالنسبة للمؤسسات المالية الكبيرة والشركات الثرية.
ساهمت رؤيته في اتاحة الفرصة لمقترح متميز قدمه ميلتون فريدمان، وهو الاقتصادي الشهير الذي أدى تأييده للعقود الآجلة للعملات إلى احداث تحول في الأسواق المالية.
مقترح ميلتون فريدمان
التقى ميلتون فريدمان، وهو خبير اقتصادي شهير، بميلاميد، وناقشا فكرة العقود الآجلة للعملات.
وعلى الرغم من أن فريدمان لم يكن قدا فاز بعد بجائزة نوبل (التي سيكسبها في عام 1976)، إلا أنه ما يزال أحد أكثر الأصوات احترامًا في الاقتصاد.
كان فريدمان مؤمنًا بالفكرة، وطلب منه ميلامد أن يكتب دراسة جدوى حول العقود الآجلة للعملة. وأعجبت بورصة CME بالفكرة وكذلك المصرفيين من شتى المجالات.
بدأت CME التداول على العقود الآجلة للعملات في عام 1972، وكانت تلك دعامتها الأساسية منذ ذلك الحين.
وقد يتجاوز تداول العقود الآجلة للعملات الأجنبية ما يزيد 700,000 عقد بسهولة في اليوم الواحد. وذلك بالنسبة لـ CME وحدها، ويمكن أن تصل قيمة العملة التي تستند إليها هذه العقود إلى 100 مليار دولار في اليوم.
يمكنك تداول جميع العملات الرئيسية في العالم من خلال العقود الآجلة ويتم تسويتها شهريًا.
ما هي الميزات التي توفرها العقود الآجلة للعملات؟
العقود الآجلة للعملات فعالة في إدارة مخاطر الفوركس، مما يجعل من الممكن للشركات حماية نفسها من الخسائر المحتملة المتعلقة بالمعاملات الدولية.
توفر العقود الآجلة للعملات ميزة التسعير الشفاف في الوقت الفعلي مما يضمن تسعيرًا عادلاً لجميع المشاركين المعنيين.
بالإضافة إلى ذلك، تخضع العقود الآجلة للعملات لتنظيم صارم، مما يضمن وجود بيئة آمنة تحمي المستثمرين.
تضمن العقود الآجلة للعملات أيضًا إمكانية الوصول العالمي للمتداولين في جميع أنحاء العالم. وهذا يوفر فرصة للمشاركة العالمية.
أيضًا، مع تاريخ انتهاء الصلاحية المتوقع للعقود الآجلة للعملات، يمكن للمتداولين تخطيط استراتيجياتهم ومراكزهم بشكل مناسب.
مواضيع قد تعجبك أيضًا: 12 سببًا لتداول العقود الآجلة وتفضيلها عن الأسهم وعقود الخيارات
لماذا يفضل بعض المتداولين العقود الآجلة للعملات فضلًا عن تداول الفوركس الفوري؟
هناك سببان رئيسيان يجعل بعض المتداولين يعتبرون العقود الآجلة للعملات خيارًا أفضل من تداول الفوركس الفوري، ومنها:
الفعالية من حيث التكلفة
تُعزى الفعالية من حيث التكلفة في العقود الآجلة للعملات إلى حقيقة أن المتداولين يدفعون عمولة مقابل كل عقد.
ومع ذلك، غالبًا ما يتم تحديد تكلفة الصفقة في فرق السعر بين العرض والطلب. يتم تحديد ذلك بموجب قانون العرض والطلب والسيولة المتاحة.
معظم العقود الآجلة للعملات تكون عالية السيولة، وفروق الأسعار الضيقة متسقة. وهذا يجعل من الممكن للمتداولين الدخول والخروج من السوق بسلاسة، حتى خلال الأوقات المتقلبة أو المضطربة.
سوق خاضع للتنظيم
تخضع العقود الآجلة للعملات للتنظيم بدرجة عالية تحدث في بورصة واحدة حيث تتم مطابقة الأوامر وضمان تسويتها.
من ناحية أخرى، لا يحتوي الفوركس الفوري على بورصة مركزية موحدة. وهو منقسم عبر العديد من متداولي الفوركس غير المتصلين. غالبًا ما يتم التداول على مكتب الوسيط دون أي ضمان للطرف المقابل.
الخلاصة
العقود الموحدة وتواريخ انتهاء الصلاحية الثابتة والتسعير الشفاف تجعله خيارًا يسهل الوصول إليه يتيح المشاركة العالمية.
إن تصميم العقود الآجلة للعملات يجعلها أداة رائعة لإدارة المخاطر وكآلية تحوط فعالة ضد تحركات العملات غير المواتية.
