Earn2Trade Blog
أهداف تداول واقعية

كيفية تحديد أهداف تداول واقعية ومراقبة تقدمك

تحديدك لأهداف واضحة وقابلة للتحقيق هو الخطوة الأولى نحو إنشاء استراتيجية تداول ناجحة. ستوجه هذه الأهداف رحلة التداول الخاصة بك، مما يساعدك على البقاء متحمسًا ومنضبطًا، خاصة خلال فترات السوق المضطربة.

في هذه المقالة، سوف تتعلم كيفية تحديد أهداف واقعية وتتبع تقدمك للتأكد من أنك تتصرف دائما وفقًا لما خططت له.

_earn2trade_arabic_Dark_AR

أهمية تحديد أهداف التداول

كل خطة أو استراتيجية ناجحة تبدأ بهدف معين. فقط عندما يتحقق هذا الهدف يمكننا أن نقول إن مسار الخطة قد نجح. ينطبق هذا المبدأ على التداول أيضًا.

إن تحديد أهداف تداول واقعية يرشدك ويوفر اتجاهًا واضحًا أثناء تنقلك في الأسواق المالية. تمنحك الأهداف شيئًا للعمل من أجله، مما يساعدك على تحديد أولويات جهودك واتخاذ قرارات استراتيجية. كما أنها تساعدك على سلك مسار صحيح حتى لا تتأثر بسهولة بقرارات التداول الاندفاعية أو العاطفية.

يمكن أن يكون التداول صعبًا ومرهقًا، خاصة خلال فترات التقلبات الشديدة في السوق. من خلال تحديد الأهداف، يتم تذكيرك باستمرار لماذا تتداول، مما يساعد على بناء الانضباط ويعزز الدافع.

كما يوفر وجود أهداف محددة بشكل جيد أيضًا معيارًا مفيدًا لقياس تقدمك في التداول وفعالية استراتيجيتك الحالية. وبهذه الطريقة، يمكنك اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، وتكييف وتحسين استراتيجية التداول الخاصة بك مع مرور الوقت.

على سبيل المثال، إذا كنت لا تحقق أهدافك، يمكنك تقييم الصفقات الأخيرة لتحديد المجالات التي تتطلب التحسين واتخاذ الإجراءات التصحيحية. من ناحية أخرى، إذا حققت أهدافك، يمكنك تحديد ما يعمل بشكل جيد والاستفادة منه لتعزيز نجاحك في التداول.

القاعدة الأولى من أهداف التداول: اجعل أهدافك واقعية

إذا كان الهدف غير واقعي، فهو ليس هدفًا حقًا – إنه مجرد أمنيات. 

يعرّف القاموس كلمة (واقعي) بأنها “امتلاك أو إظهار فكرة منطقية وعملية لما يمكن تحقيقه أو توقعه “. 

كمتداول، هذا يعني أن هدفك يجب أن يكون قابلاً للتحقيق، نظرًا لقدراتك في التداول ورأس المال والإطار الزمني/التفاني ومستوى التحفيز. ضع في اعتبارك أن ما قد يكون واقعيًا بالنسبة لك قد لا يكون واقعيًا بالنسبة لمتداول آخر. كمبتدئ، من غير الواقعي أن تتوقع تحديد نفس الأهداف وتحقيق أهداف مماثلة لمتداول خبير.

عند تحديد الأهداف، من الضروري أيضًا مراعاة ظروف التداول. على سبيل المثال، لا يمكن التنبؤ بالأسواق بشكل عام، لذلك حتى الاستراتيجية المدروسة جيدًا قد تؤدي إلى خسائر كبيرة. غالبًا ما يكون تحليلك لاتجاه معين أو إجراء في السوق خاطئًا، بغض النظر عن مقدار الوقت الذي قضيته فيه. ضع ذلك في اعتبارك عند تحديد الأهداف للتأكد من أنها واقعية ولن ينتهي بك الأمر بخيبة أمل في حالة عدم تحقيقها.

كيف يؤثر تحديد أهداف غير واقعية عليك كمتداول

أولا وقبل كل شيء، يمكن أن تؤدي الأهداف غير الواقعية في التداول إلى عدم الرضا والإحباط. حيث أنك عندما تضع أهدافًا طموحة جدًا أو غير قابلة للتحقيق، ثم تفشل باستمرار في تحقيقها، سيؤدي ذلك إلى تآكل ثقتك وتحفيزك الذاتي. 

قد يؤدي تحديد أهداف غير واقعية أيضًا إلى زيادة احتمالية التداول المدفوع بالعاطفي، وبالتالي سيؤدي إلى قرارات تداول متهورة ومُكلّفة. وبدون أن تدرك، قد تجد نفسك تتحمل مخاطرًا غير متناسبة في محاولتك لتحقيق أهدافك بسرعة أو الانغماس في سلوك تداول خطير، مثل الاستخدام المفرط للرافعة المالية أو إهمال الحد من الخسائر عند الضرورة.

كما أن تحديد الأهداف الغير واقعية يمكن أن يتسبب في تقليل فعالية أداء التداول الخاص بك. وعندما لا يكون هناك توافق بين أهدافك وقدراتك في التداول أو ظروف السوق السائدة، قد يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات دون المستوى والوقوع في أخطاء متكررة في التداول. على سبيل المثال، قد تقوم بتنفيذ بعض الصفقات باندفاع أو تبتعد عن خطة التداول التي وضعتها في محاولة منك لتحقيق أهداف غير قابلة للتحقيق، مما سيؤدي إلى نتائج تداول ضعيفة الجودة.

وأخيرا، الأهداف الغير واقعية تجعل من الصعب تتبع تقدمك في التداول. بالنظر إلى أن الهدف النهائي لديك غير قابل للتحقيق، وبالتالي ستجد أن كل ما تفعله لتحقيق هذا الهدف سيبدو موضع جدل، وهو ما سيعيق قدرتك على تقييم تقدمك بموضوعية ولن يساعدك في تحسين استراتيجية التداول الخاصة بك. وهذا بدوره سيؤثر سلبًا على أداء التداول المستدام أو طويل الأجل لديك. 

كيفية تحديد أهداف تداول واقعية

الآن بعد مناقشتنا لخصائص الهدف الواقعي، الخطوة التالية لدينا هي تعلم طريقة تحديد هذه الأهداف. مبدئيًا، يجب أن تحدد نوع أهداف التداول التي تتوافق مع أسلوب التداول الخاص بك، والإطار الزمني، والأهداف المالية.

هناك نوعان رئيسيان من أهداف التداول، هما:

  • أهداف التداول قصيرة الأجل: تركز هذه الأهداف على تحقيق أهداف تداول محددة في غضون فترة قصيرة نسبيا، والتي تكون في العادة بضعة أسابيع أو شهور. على سبيل المثال، يمكنك وضع هدف تداول قصير الأجل نحو تحقيق عدد محدد من الصفقات المربحة خلال أسبوع أو لتحقيق نسبة معينة من العائد على الاستثمار (ROI) لهذا الشهر.
  • أهداف التداول طويلة الأجل: هذا النوع من الأهداف يحتاج بشكل عام إلى فترة زمنية أطول، تمتد عادةً من عدة أشهر إلى سنوات. تركز هذه الأهداف على تحقيق أهداف مالية أكثر شمولاً، مثل تجميع مبلغ محدد من أموال التداول خلال فترة معينة أو بناء محفظة متنوعة مع تخصيص محدد لفئات الأصول المختلفة. 

وبصرف النظر عن هذين النوعين الرئيسيين، يمكن للمتداولين تحديد أهداف أخرى أيضًا. على سبيل المثال، هناك أهداف قائمة على الأداء ، والتي تتمحور حول تحسين أداء التداول واكتساب مهارات تداول محددة. يمكنك مثلا أن تسعى لتحقيق هدف أن تصبح أفضل في إدارة المخاطر أو تعمل على تحسين تنفيذ صفقاتك مع تقليل الانزلاق السعري والحد من أخطاء التداول. 

يوجد أيضًا أهداف التعلم وتنمية الذات ، وهي مهمة جدًا لكل متداول. وتشمل الأمثلة استكمال دورة تداول ما بهدف تعلم طريقة تحليل جديدة أو قراءة عدد معين من أدلة التداول لزيادة حجم المعرفة والرؤى لديك عن التداول.

بصفتك متداولًا، قد تحتاج إلى تحديد مزيج من هذه الأهداف. جوهر الأمر هو ضمان أن هذه الأهداف تتوافق مع أسلوب التداول الخاص بك، ومقدار رغبتك في المخاطرة، والظروف المالية الشاملة.

وبعد استكشافنا للأنواع المختلفة من أهداف التداول، لنتعمق الآن في الطريقة العملية لتحديد أهداف تداول واقعية قابلة للتحقيق.

تحديد أسلوب التداول الخاص بك

    يشير أسلوب التداول الخاص بك إلى المنهجية التي تستخدمها عند اتخاذ قرارات التداول، والتي تشمل العديد من الاعتبارات التي تؤثر على أنشطة التداول الخاصة بك.

    أولاً، ضع في اعتبارك أفق التداول الخاص بك أو المدة الزمنية التي تحتفظ فيها بصفقاتك. على سبيل المثال، قد يكون أسلوب التداول اليومي هو الأنسب لك إذا كنت تفضل تداول الأسهم المتقلبة مع تحركات سعرية كبيرة خلال اليوم. من ناحية أخرى، إذا كنت مرتاحًا للاحتفاظ بصفقات لفترة أطول، فقد يكون التداول المتأرجح يناسبك أكثر. إذا كان لديك مهارات في برمجة الكمبيوتر، يمكن أن يكون التداول الخوارزمي خيارًا يلائمك. أسلوب التداول الخاص بك يعتمد على الطريقة التي تريد التعامل بها مع صفقاتك.

    لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع لأنماط التداول، ومن الشائع الجمع بين أنماط التداول المتعددة طوال مسيرتك المهنية في التداول. من المهم أيضًا تقييم نقاط قوتك وضعفك بشكل موضوعي كمتداول وأن تكون صادقًا بشأن ما يمكنك فعله وما لا يمكنك فعله.

    إن تحملك للمخاطر يحدد إلى حد كبير أسلوب التداول الخاص بك. إذا كنت عمومًا أكثر نفورًا من المخاطرة، فيمكنك تجنب أسواق معينة تنطوي على مخاطر أعلى، مثل المشتقات والعملات المشفرة. يؤثر تحملك للمخاطر أيضًا على قرارات مثل تغيير حجم المركز ونقاط الدخول/الخروج من السوق.

    أخيرًا، تلعب خبرتك ومعرفتك في السوق دورًا مهمًا. يفضل بعض المتداولين التخصص في سوق واحد، بينما ينوع البعض الآخر صفقاتهم عبر أسواق متعددة. تؤثر خبرتك في السوق أيضًا على أدوات التحليل التي تستخدمها لتحديد فرص التداول.

    تحديد الأهداف وملائمتها مع أسلوبك في التداول

      يعد تحديد أهدافك وملائمتها مع أسلوبك في التداول أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الاتساق في أنشطة التداول الخاصة بك. للقيام بذلك، من المهم تحديد أهداف التداول الخاصة بك وملائمتها مع إطار العمل S.M.A.R.T:

      • S. محددة: يجب أن تكون أهدافك واضحة.
      • M. قابلة للقياس: يجب أن تكون أهدافك سهلة التقييم.
      • A. قابلة التحقيق: يجب أن تكون أهدافك عملية ومن الممكن تحقيقها.
      • R. واقعية: يجب أن تكون أهدافك واقعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أسلوبك في التداول ومقدار تحملك المخاطر.
      • T. المنحى الزمني: يجب أن يكون لديك جدول زمني محدد لتحقيق أهدافك.

      تقييم أسلوب التداول الخاص بك فيما يتعلق بأهدافك

      ضع في اعتبارك عوامل مثل الأفق الزمني لأسلوب التداول الخاص بك، وتحمل المخاطر، والعوائد المحتملة التي يمكن أن تتوقعها من استراتيجية التداول الخاصة بك.

      احرص على أن يكون أسلوبك في التداول مناسب تمامًا لتحقيق أهداف التداول الخاصة بك. إذا لم يكن كذلك، فقم بإجراء التعديلات حسب الحاجة. على سبيل المثال، لنفترض أن أسلوب التداول الخاص بك هو أكثر ملاءمة للتداول على المدى القصير، ولكن هدفك هو تحقيق عوائد استثمار على المدى الطويل. في هذه الحالة، قد تحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجيتك وإجراء التغييرات اللازمة لملائمتها.

      طور واتبع خطة التداول الخاصة بك

      ومع توافق أهدافك وأسلوبك في التداول، فإن الخطوة التالية هي تطوير خطة التداول الخاصة بك. يجب أن تتضمن هذه الخطة استراتيجية التداول الخاصة بك، وكيف تنوي إدارة المخاطر، وأي تفاصيل أخرى ذات صلة.

      اتبع خطة التداول الخاصة بك بجد وحافظ على الانضباط أثناء متابعة أهدافك.

      تذكر أن أهداف وأنماط التداول ليست ثابتة. قد تحتاج إلى مراجعتها وتعديلها بشكل دوري بناءً على ظروف السوق المتغيرة وأداء التداول الخاص بك وظروفك الشخصية.

      تتبع تقدمك في التداول

      يعد تتبع تقدمك في التداول أمرًا ضروريًا للبقاء على اطلاع دائم بأداء التداول الخاص بك وتحديد مجالات التحسين. كما أنه يساعد على التحلي بالمسؤولية.

      يعتبر الاحتفاظ بسجل تداول نهجًا فعالًا لتتبع تقدمك، وهو بمثابة وسيلة فعالة لحفظ السجلات حيث يمكنك تسجيل صفقاتك. 

      في سجل التداول الخاص بك، يمكنك تسجيل معلومات مثل نقاط الدخول والخروج، وحجم التداول، ومعايير إدارة المخاطر، والأرباح/الخسارة في نهاية اليوم. تسمح لك المراجعة المنتظمة لسجل التداول الخاصة بك بتقييم أدائك بموضوعية بناءً على أهدافك.

      يمكنك أيضًا استخدام سجل التداول لتتبع العوامل النوعية مثل ظروف السوق والعقلية والتوقعات العاطفية. يمكن أن يوفر التفكير في هذه العوامل نظرة متعمقة حول كيفية تأثير حالتك النفسية على قرارات التداول الخاصة بك.يمكنك معرفة المزيد عن سجل التداول في الدليل المخصص لدينا.

      تعديل الهدف

      بناءً على نتائج تقييم الأداء الخاص بك، قد تحتاج إلى تعديل أهداف التداول الخاصة بك للتأكد من أنها ستبقى واقعية ومتوافقة مع أسلوب التداول الخاص بك. على سبيل المثال، قد يكشف تحليلك أن أهدافك الحالية طموحة للغاية وغير عملية بناءً على ظروف السوق الحالية أو أدائك في التداول. في مثل هذه الحالات، ستحتاج إلى مراجعة وتعديل أهداف التداول الخاصة بك.

      تذكر أن تعدل أهداف التداول الخاصة بك بناءً على البيانات الموضوعية الكافية المكتسبة خلال فترة زمنية معينة، ولا تعتمد فقط على المعلومات من صفقة واحدة أو أداء قصير الأجل. ضع في اعتبارك السياق الأوسع لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تعديلات الأهداف.

      فكر في تقدمك لتحافظ على حماسك 

      يعد التفكير في تقدمك أمرًا بالغ الأهمية للمحافظة على حماسك في رحلة التداول الخاصة بك. سواء كنت قد حققت أهداف التداول الخاصة بك أو اضطررت إلى إجراء تعديلات على طول الطريق، فإن تخصيص الوقت لتقدير التقدم الذي أحرزته يمكن أن يساعدك على البقاء على المسار الصحيح والحفاظ على حماسك.

      على سبيل المثال، إذا كنت قد حققت أهداف التداول الخاصة بك، فإن الاحتفال بنجاحك يمكن أن يعزز ثقتك بنفسك، ويعزز عادات التداول الإيجابية، ويحافظ على عقلية إيجابية. من ناحية أخرى، إذا كنت تكافح من أجل تحقيق أهداف التداول الخاصة بك، فإن التفكير في أسباب قصورك يمكن أن يوفر رؤية لما يجب أن تفعله بشكل مختلف. في النهاية، يمكن أن يساعدك النظر إلى المدى الذي وصلت إليه في أن تصبح أفضل في تحديد وتحقيق أهداف تداول واقعية.

      لماذا يفشل المتداولون في تحقيق أهداف التداول الخاصة بهم؟

      أحد الأسباب هو التركيز بشدة على تحقيق الأهداف وتناسي الجوانب العملية للتداول، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية. 

      قد يكون هناك سبب آخر هو التنفيذ الغير الملائم للخطة، حيث أن وضع أهداف واقعية وحده لا يكفي. إذا لم تبذل الجهد المطلوب، فستظل أهدافك مجرد أحلام. 

      وأخيرا، قد يكون ذلك بسبب عدم الانضباط، حيث أن المتداولون الذين يبتعدون عن خطة التداول التي وضعوها عند أول عقبة سيكون من المستبعد أن يحققوا أهدافهم.

      الخلاصة

      أهداف التداول ضرورية لنا لنبقى مركزين ومدفوعين بالحماس والشغف. ولكن، من المهم التمييز بين التوقعات العملية و التوقعات الخيالية، مع إدراك أنه ليست جميع الأهداف قابلة للتحقيق بسهولة بسبب التقلبات المتأصلة في الأسواق المالية.

      ومع ذلك، من خلال الالتزام والاستمرار وربما القليل من الحظ، يمكنك أن تبدأ صعودك نحو تحقيق النجاح. احرص دائمًا على تتبع تقدمك في التداول، وتحمل المسؤولية، وإجراء تعديلات منتظمة طوال مسيرتك.

      حان الوقت الآن لتنفذ خطتك وتحطم أهدافك.