Earn2Trade Blog
التداول اليومي مقابل تداول المركز

التداول اليومي مقابل تداول المركز: موازنة الإيجابيات والسلبيات

التداول اليومي و تداول المركز هي أساليب شائعة في عالم التداول، وتقدم مسارات مختلفة للربح، وكل أسلوب منها يمتلك جاذبيته ومخاطره الخاصة به. يحتاج المتداول إلى النظر في إيجابيات وسلبيات هذه المنهجيات لاتخاذ قرار مستنير بشأن ما يناسب ملفه الشخصي بشكل أفضل. 

توفر هذه المقالة إرشادات حول التنقل في عالم التداول اليومي وتداول المراكز لمساعدتك في العثور على أسلوب التداول الذي من المرجح أن تنجح فيه.

_earn2trade_arabic_Dark_AR

ما هو التداول اليومي؟

كما يوحي الاسم، فإن التداول اليومي هو عملية شراء وبيع الأدوات المالية، مثل الأسهم أو العملات أو السلع، في غضون يوم تداول واحد. يتميز هذا النهج بطبيعته قصيرة الأجل، حيث يغلق المتداولون مراكزهم قبل انتهاء اليوم. 

هدف المتداول اليومي هو الاستفادة من تقلبات الأسعار خلال اليوم. يفضل المتداول اليومي عادة الأسواق عالية السيولة، مثل العقود الآجلة والفوركس والمشتقات، لتفادي الوقوع في مركز لا يستطيع الخروج منه بنهاية اليوم. من خلال إغلاق مراكزه في نهاية اليوم، يمكن للمتداول خفض تعرضه لمخاطر التقلب طوال الليل.

يعتمد المتداول اليومي على أدوات ومؤشرات التحليل الفني لتحديد الفرص قصيرة الأجل واتخاذ قرارات تداول سريعة.

المضاربة (Scalping) أو التداول الخاطف هو مثال على استراتيجية التداول اليومي. يتضمن إجراء صفقات سريعة متعددة على مدار اليوم لالتقاط تحركات الأسعار الصغيرة. يستفيد المضاربون من أحجام التداول العالية لتضخيم المكاسب الصغيرة من كل صفقة.

التداول اليومي مقابل تداول المركز: موازنة الإيجابيات والسلبيات

ما هو تداول المراكز؟

ينطوي تداول المراكز على الاحتفاظ بمراكز لفترة طويلة، تتراوح من أسابيع إلى أشهر أو حتى سنوات، لاتباع اتجاهات السوق الأكبر. تمكن هذه الإستراتيجية طويلة الأجل المتداولين من الاستفادة من تحركات السوق الأوسع وتجنب التقلبات قصيرة الأجل.

يسعى متداولو المراكز إلى الاستفادة من التغيرات الأكثر أهمية في الأسعار على المدى الطويل. إنهم يفضلون أدوات التداول التي توفر السيولة والاستقرار وإمكانية تحركات الأسعار المستمرة، بما في ذلك الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة والسلع.

التحليل الأساسي، جنبا إلى جنب مع اتجاه الاقتصاد الكلي ورصد الأحداث الجيوسياسية، يلعب دورًا هامًا في قرارات التداول لمتداولي المراكز. قد يستخدمون أيضًا أدوات تحليل فني محددة مثل خطوط الاتجاه والأنماط والمتوسطات المتحركة لتحديد الاتجاهات وتأكيدها.

اتباع الاتجاه هو مثال على استراتيجية تداول المركز. يحدد المتداولون الاتجاهات المهمة في السوق، ويدخلون في صفقات تتماشى مع الاتجاه السائد ويبقون فيها حتى تظهر إشارات واضحة لانعكاس الاتجاه.

التداول اليومي مقابل تداول المركز

إن فهم الاختلافات الرئيسية بين التداول اليومي وتداول المراكز أمر بالغ الأهمية لمواءمة استراتيجية التداول الخاصة بك مع أهدافك، وتحمل المخاطر، والالتزام بالوقت. 

فيما يلي بعض العوامل المهمة التي يجب مراعاتها:

أسلوب التداول

يوجد اختلاف كبير في أسلوب التداول اليومي وأسلوب تداول المراكز، حيث أن كل استراتيجية منهم تتطلب خصائص تداول معينة تتفرد بها.

يتطلب التداول اليومي تركيزًا وانضباطًا قويين. كما أنه من المهم جدًا التمتع بالقدرة على اتخاذ قرارات سريعة في بيئة سريعة الخطى. وبصفتك متداولًا يوميًا، يجب أن تظل متيقظًا ومطلعًا على تحركات السوق السائدة للتعامل والرد بسرعة على تقلبات الأسعار في المدى القصير.

قد لا يكون من السهل استيعاب الطبيعة النشطة جدًا للتداول اليومي، لذلك يجب أن تكون مستعدًا للتعامل مع الضغط العاطفي. حيث يتوجب على المتداولين اليوميين الحفاظ على انضباط والتزام تجاه خطط التداول الخاصة بهم، مع إبقاء الخوف والجشع تحت السيطرة. وتجنب اتخاذ قرارات تداول متهورة أو غير عقلانية.

في حين أن تداول المركز يتناسب مع بروفايل متداول أكثر صبرًا مع امتلاكه توجهًا طويل الأجل. وبصفتك متداولًا بالمركز، يمكنك تبني نهج تداول أكثر استرخاءً. حيث أن الاحتفاظ بالمراكز لأشهر أو حتى لفترة أطول يعني أنك أقل قلقًا بشأن تقلبات الأسعار على المدى القصير.

ومع ذلك، فإن تداول المركز يشمل أيضًا شكلاً مميزًا من الضغط العاطفي. حيث يتطلب من انضباطًا عاطفيًا لتبقى غير متأثر بما يحدث من تقلبات قصيرة المدى وتحتفظ بتركيزك على الصورة الأكبر.

مهارات التداول المطلوبة

تختلف مهارات التداول اللازمة للتداول اليومي بشكل كبير عن تلك المطلوبة من أجل تداول المركز.

يعتمد المتداولون اليوميون بشكل كبير على التحليل الفني لتحديد أنماط الأسعار على المدى القصير، واتجاهات السوق، ونقاط الدخول/الخروج. وفي حين أنه ليس بالضرورة أن تكون محللًا ماليًا خبيرًا، سيكون فهمك الجيد للأساسيات مثل أنماط الرسم البياني، ومستويات الدعم والمقاومة، والمتوسطات المتحركة، وما إلى ذلك هو المهم.

يعتمد متداولو المركز بدرجة أولى على التحليل الأساسي لتقييم إمكانات النمو طويل الأجل للأصول التي يرغبون بتداولها. تعتبر الكفاءة في تحليل البيانات المالية للشركة أمرًا ضروريًا، وتشمل عدة جوانب مثل الربحية، ونسبة السعر إلى العائد، والتدفقات النقدية، ومخاطر الإعسار، والعوامل الأساسية الأخرى الخاصة بالشركة. كما يتوجب على متداولي المركز أيضا النظر في اتجاهات الصناعة وعوامل الاقتصاد الكلي. والهدف من ذلك هو استخدام هذه المؤشرات لتحديد الأصول المقومة بأقل من قيمتها مع امتلاكها لإمكانات نمو على المدى الطويل.

المخاطرة

ينطوي كل من التداول اليومي وتداول المراكز على درجة معينة من المخاطرة. ومع ذلك، يعتبر التداول اليومي بشكل عام أكثر خطورة من تداول المركز بسبب عوامل معينة مثل:

  • الإطار الزمني: يتخذ المتداولون اليوميون قرارات التداول ضمن أطر زمنية قصيرة، وينفذون تداولاتهم في فترة زمنية أقل من يوم تداول واحد. وهذا يعرضهم لمستويات أعلى من تحركات وتقلبات الأسعار السريعة.
  • تواتر التداول: غالبًا ما يتضمن التداول اليومي تنفيذ عدد كبير من الصفقات على مدار اليوم للاستفادة من تقلبات السوق خلال يوم التداول الواحد. وكلما زاد عدد الصفقات المنفذة، ارتفعت تكاليف المعاملات، واحتمالات حدوث انزلاقات سعرية، مما يمكن أن يقلل من الأرباح.
  • الضغط العاطفي: يمكن للطبيعة السريعة للتداول اليومي أن تخلق ضغطًا عاطفيًا لدى المتداول، مما سيقوده إلى اتخاذ قرارات متهورة وتحيزات نفسية. 

ومع ذلك، فإن تداول المركز لا يخلو من مجموعة المخاطر الخاصة به، والتي تشمل:

  • الخروج المبكر: يوجد ميل لدى المتداولين للخروج مبكرًا من المراكز قبل حدوث الوقت المناسب بسبب تحركات السوق على المدى القصير. ويمكن أن يحدث هذا بسبب عوامل عاطفية أو تصور خاطئ بأن الأساسيات ليست قوية كما كانوا يعتقدون في البداية.
  • الأحداث الخارجية: قد تتأثر اتجاهات السوق باضطرابات مفاجئة بسبب عوامل خارجية، كما شهدنا مع التأثير المفاجئ لتفشي كوفيد-19 على الصعود المستقر سابقًا لسوق الأسهم الأمريكية. إليك مثال توضيحي:
رسم بياني يقارن تأثير أزمة دوت كوم، وأزمة الرهن العقاري الثانوي، وأزمة كوفيد-19 على أداء مؤشر S&P 500. تم تسليط الضوء على أزمة كوفيد-19، حيث أظهرت انخفاضًا بنسبة 34٪ من الذروة خلال ثلاثة أسابيع فقط.
المصدر: cepr.org

عندما ضربت أخبار الوباء، انعكس اتجاه السوق الصاعد فجأة، تاركًا متداولي المركز مع خسائر فادحة. 

فرص الربح

يقوم المتداولون اليوميون عمومًا بإجراء عدد أكبر من الصفقات، بهدف تحقيق أرباح أصغر ولكن أكثر تكرارًا. هدفهم الرئيسي هو الاستفادة من التقلبات اللحظية والربح من تحركات الأسعار المواتية. 

ملاحظة جانبية: هل تعلم أنه يمكنك أن تبدأ في  التداول اليومي بمبلغ أقل من 500$؟

يستخدم المتداولون اليوميون الناجحون استراتيجيات صارمة لإدارة المخاطر، بما في ذلك تنفيذ أوامر وقف الخسارة وإدارة أحجام المراكز بفعالية من أجل حماية رأس مالهم.

من ناحية أخرى، يهدف متداولو المركز إلى الاستفادة من تحركات الأسعار الكبيرة أو الارتفاع الذي يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن. ومن خلال ركوب اتجاهات السوق، يتمتع متداولو المركز بإمكانية جني أرباح كبيرة.

يوفر تداول المركز أيضًا ميزة التنويع في الاستثمار. على عكس المتداولين اليوميين الذين يركزون على التداول اللحظي، يتمتع متداولو المركز بالمرونة التي تمكنهم من فتح مراكز عبر أسواق وفئات الأصول متنوعة. 

على سبيل المثال، يمكن للمتداولين بناء محفظة متنوعة بشكل جيد تضم الأسهم والسندات والسلع والعقارات والعملات المشفرة والاستثمارات البديلة الأخرى. ويساعد هذا التنويع على التخفيف من المخاطر ويوفر التعرض لفرص ربح واسعة عبر فئات الأصول المختلفة. ونتيجة لذلك، يحقق متداولو المراكز بشكل عام عوائد أعلى معدلة حسب المخاطر مقارنة بالمتداولين اليوميين. 

تعد نسب شارب وسورتينو وترينور من معايير قياس نسب المخاطر والمكافآت المستخدمة لتقييم الاستثمارات بناءً على خصائص المخاطرة/العائد. تشير القيمة الأعلى إلى أنه بالنسبة لمستوى معين من المخاطر، يكون العائد أعلى.

الالتزام بالوقت

بشكل عام، يتطلب التداول اليومي التزامًا زمنيًا أكثر أهمية من تداول المركز. 

نظرًا للتركيز قصير الأجل للتداول اليومي، يجب أن يكون المتداولون منتبهين بنشاط إلى نشاط السوق خلال ساعات التداول. كما أنهم يقضون الوقت في تنفيذ الصفقات، وتعديل مستويات وقف الخسارة، وإدارة المراكز طوال يوم التداول. 

في المقابل، يميل متداولو المركز إلى التحلي بالصبر والتركيز على النمو على المدى الطويل. هذا يعني أنه ليس عليهم مراقبة السوق بنشاط أو إجراء تعديلات سريعة على مراكزهم بناءً على تحركات الأسعار قصيرة المدى.

نصائح للاختيار بين التداول اليومي وتداول المراكز

  • حدد أهداف التداول الخاصة بك بوضوح: هل تسعى للحصول على أرباح قصيرة الأجل من تحركات الأسعار السريعة، أم أنك تسعى لتحقيق نمو طويل الأجل من خلال الاستفادة من الاتجاهات الممتدة؟ 
  • قم بتقدير مدى توفر وقتك: قم بتقييم مقدار الوقت الذي يمكنك تخصيصه للتداول. ضع في اعتبارك التزاماتك وجدول عملك وأنشطتك الشخصية الأخرى لتحديد أسلوب التداول الذي يتوافق مع الوقت المتاح لديك.
  • قم بتقييم تحملك للمخاطر: فكر في مقدار المخاطر الذي ترغب في قبوله كمتداول واختر أسلوب التداول الذي يناسبه. 
  • ابدأ بمبلغ صغير: سواء كان تداول يومي أو تداول مركز، تداول فقط بما يمكنك تحمل خسارته. يساعدك البدء برأس مال محدود على قياس مستوى راحتك بالأسلوب المختار قبل الالتزام بمبالغ أكبر.
  • ضع في اعتبارك مهاراتك وتفضيلاتك في التداول: قم بتقييم مجموعة مهاراتك وتفضيلاتك لاختيار استراتيجية التداول التي تتوافق مع نقاط قوتك واهتماماتك.
  • الالتزام بالتعلم المستمر: التداول اليومي وتداول المراكز قد تكون أساليبًا مختلفة لكنها لا تتعارض مع بعضها. ولا يوجد سبب يمنعك من تعلم كليهما واستخدامهما بناءً على الموقف الذي تجد نفسك به. 

الخلاصة

التداول اليومي وتداول المركز هما أسلوبان متميزان للتداول يختلفان من حيث مهارات التداول المطلوبة ومستويات المخاطرة وفرص الربح والالتزام بالوقت.

في نهاية المطاف، من الضروري مواءمة أسلوب التداول المختار مع أهدافك، وتحمل المخاطر، والموارد المتاحة.

ومع ذلك، تذكر دائمًا أن كلا من التداول اليومي وتداول المركز يمكن أن يكون مربحًا، بشرط أن تتعامل معهم بالعقلية والانضباط المناسبين.